السلام والتعايش والتسامح والتنوع الثقافي مصطلحات تُعبِّر عن الموروث الثقافي العراقي الذي تعمل دار الكتب والوثائق  على حمايته   ...  دار الكتب والوثائق تهدف إلى نشر ثقافة المحبة والسلام ، لأنّ المعرفة تزدهر بهما ... دار الكتب والوثائق تنشر ثقافة المحبة والسلام، لأنها فضاء خلاق مفتوح للتفاعل الفكري والمعرفي ... المكتبات بوابات المعرفة والثقافة ، ولها دور حيوي في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وسلامًا..
 
  الصفحة الرئيسية

كتب نابضة بالمحبة

 

كتب_نابضة_ بالمحبة


الإعلام وبناء السلام ، لمُعدِّهِ الدكتور محمد وليد صالح وفريق عمله من الطلبة
عرض: أسماء محمد مصطفى
(خاص بحملة ثقافة المحبة والسلام التي انطلقت بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية)


يؤكد هذا الكتاب أن الجهود الرامية الى بناء السلام والحفاظ عليه ضروري ليس فقط عندما يندلع النزاع، بل قبل ذلك بوقت طويل بوساطة منع نشوب النزاع ومعالجة أسبابه الجذرية، موضحًا أن بناء سلام دائم في المجتمعات التي مزقتها الحروب هو من بين أكثر التحديات صعوبة التي واجهت السلم والأمن العالميين، مما يتطلب بناء السلام استمرار الدعم الدولي للجهود الوطنية عبر مجموعة واسعة من الأنشطة كمراقبة وقف إطلاق النار، وتسريح وإعادة دمج المقاتلين، والمساعدة في عودة اللاجئين والمشردين، والمساعدة في تنظيم ومراقبة الانتخابات لتشكيل حكومة جديدة، ودعم إصلاح قطاع العدالة والأمن، وتعزيز حماية حقوق الإنسان، وتعزيز المصالحة بعد وقوع الفظائع الماضية.
ورد في الكتاب أن الإعلام يسهم في تعزيز التماسك المجتمعي ـ يستعمل هذا المفهوم في وصف الحالات التي يرتبط فيها الأفراد في ما بينهم بروابط اجتماعية وحضارية مشتركة ـ عن طريق خطاب إعلامي هادف ومتزن وموضوعي وحيادي سواء أكان على المستوى الديني أم السياسي أم التربوي ، فالثقافة والوعي المجتمعي هما نتاج ما تقدمه وسائل الإعلام.
يتناول الكتاب تجربة العراق الإعلامية في تعزيز التماسك المجتمعي، مشيرًا إلى متطلبات الخطاب الإعلامي في هذا التعزيز، وهي: الخطاب الديني المدعوم بفعاليات محلية تخص قضية التماسك المجتمعي، والتأكيد على فاعلية الإجراءات الحكومية الرادعة للخطاب السياسي الذي يتنافى مع مبدأ التماسك المجتمعي، ودورالأسرة في تعزيز ثقافة خطاب السلام وقبول الاختلاف مع الرأي الآخر والتعايش السلمي، عن طريق تبني منظومة برامج إعلامية موجهة لبث هذه الأفكار الى أفراد المجتمع، وتفعيل دور النخب الاجتماعية المتزنة في خطابها والاستعانة بالخبراء منهم في كيفية صياغة لغة تعزيز التماسك المجتمعي وثقافته، والاستفادة من تجارب المجتمعات التي عاشت ظروفًا مشابهة وليس عن طريق نسخ تجاربها، من أجل توظيفها لكي تناسب خصوصية المجتمع العراقي، وعمل تغطية إعلامية لكل مساهمة حقيقية تهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي بحيادية وشفافية بلا تزييف أو تلميع.
يؤكد الكتاب كذلك أنّ موضوع السلام لم يعد عدم الحرب فقط، بل أصبحت له أبعاد كالعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والمشاركة العامة، مشيرًا إلى أهمية دور الإعلام في التسويق لمفهوم بناء السلام ونبذ خطاب الكراهية والتطرف، وموضحًا مفهوم صحافة السلام وهي الصحافة المتخصصة في تغطية النزاعات والحروب بشكل محايد وموضوعي من أجل نشر ثقافة التعايش بين الشعوب. كما يشدد الكتاب على أهمية القيم الاجتماعية لرسالة بناء السلام، لأنها ركائز تبنى عليها المجتمعات كالصدق والإيثار والكرم والحياء والبذل والتضحية والتعاون والتعاضد والتكافل الاجتماعي، وهذه تقوي التماسك المجتمعي وتعزز السلام الاجتماعي، فالسلام ليس منع نشوب الحرب فقط وإنما عملية اجتماعية تتضمن السلام على مستوى العائلة والمجتمع والمستوى الاقليمي والدولي والسلام الداخلي أي السلام مع النفس.
هذا الكتاب محاضرات برنامج دبلوم مهني بناء السلام وتحويل الصراع، جامعة بغداد/ كلية الآداب/ قسم علم الاجتماع ـ الدراسات العليا 2020 ـ 2021 ، الطبعة الأولى، دار الكوثر للطباعة، بغداد.
تشكل فريق عمل الكتاب من الطلبة: ضي مضر غني، عبد الله أحمد درع، صبا محمد علاوي، سعد عبد الحسين إبراهيم، أوس المظفر أحمد عبد الرزاق، أثير معن إبراهيم، حيدر صائب طالب.