Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             

 

النافذة المفتوحة

 تاريخ النشر : 29 / 3 /2019

      

ذاكرة صحفية

أسماء وكنى مستعارة في الصحافة العراقية

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ متمرس – جامعة الموصل

خاص بـ "الموروث"

دأب بعض الكتاب والادباء والشعراء أن ينشروا مقالاتهم ، وأفكارهم ، وآراءهم بغير أسمائهم الحقيقية ، وبأسماء وكنى مستعارة. وطبعا ساقتصر على من كتب في الصحف والمجلات وفي العراق وحده ، ولااتطرق الى ما هو شائع اليوم من استخدام الاسماء والكنى المستعارة في صفحات فيسبوك .

وأضرب من نفسي مثلا ؛ فلقد كتبتُ مثلا في جريدة "فتى العراق " الموصلية بأسماء وكنى مستعارة منها : ( ابو نشوان ) و( صحفي قديم ) و( أبو رائد ) و( الفتى الاديب ) و(هناء خليل ) و(ابو نشوان الموصلي ) و( صحفي متابع ) و( ابو هشام ) .

ومن أبرز الاسماء المستعارة التي وقفتُ عليها خلال دراساتي السابقة، ما كان ينشره الدكتور فاضل الجمالي وزير المعارف (التربية ) ورئيس الوزراء العراقي الاسبق من مقالات في جريدة "العالم العربي " البغدادية لصاحبها الاستاذ سليم حسون ، بتوقيع "إبن العراق " انتقد فيها سياسة الاستاذ ساطع الحصري مدير المعارف العام ، وقد عكست مقالات الدكتور فاضل الجمالي الى حد بعيد الرغبة في إصلاح التعليم في ضوء الخبرات التعليمية الاميركية ، وقد سألته في رسالة ارسلتها له –رحمه الله –وكان استاذا في الجامعة التونسية ، عن هذا التوقيع فقال انه هو من كتب تلك المقالات وبذات التوقيع .

وعندما ألفت كتابي :"نشأة الصحافة العربية في الموصل "1982 ، وجدت ان هناك من كان يكتب مقالات في جريدة "النجاح " الموصلية التي صدر عددها الاول في 12 تشرين الثاني 1910 وبتوقيع (عربي ) ، وعندما سألت الاستاذ حسن العمري عن من يقف وراء هذا التوقيع ، قال انه والده خير الدين العمري الفاروقي صاحب جريدة النجاح نفسه .

وبات اليوم معروفا أن من كان يكتب بتوقيع (جهين ) هو الاستاذ الدكتور جليل العطية .وكتب الاستاذ حسن العلوي كتابه : "دماء على نهر الكرخا " بتوقيع (حسن السوداني ) .اما الشاعرة السيدة فطينة النائب فكانت تتخفى وراء الاسم المستعار " صدوف العبيدية ".

ورصد الاستاذ احمد سامي الجلبي الصحفي الموصلي المخضرم جانبا من الاسماء والكنى التي استخدمت في صحافة الموصل ، ومنها ان الاستاذ احمد سامي الجلبي نفسه استخدم تواقيع (سامي الجلبي وابو صميم وفتى والفتى القومي والفتى العربي وأ.س؟سين ونوال العبيدي وهيفاء عبد الله ونهلة محمد صالح وسعاد مصطفى وهدى عبد الله وضرغام ) ، واستخدم ابراهيم يعقوب الخوري تواقيع ( أ و ابو هيكل ) .اما احمد سامي الدبوني فنشر بتوقيع (أ.س. د.)، واحمد سعد الدين زيادة بـ ( س.د. محامي ) ، وادريس عبد الحميد الكلاك ب( أ.ع وابو محمد وإبن الاسلام ) ، وسعيد الديوه جي (ابو برهان ) وسعيد عبد الفتاح الفهادي (ابو قيس ) ، وعبد الحميد التحافي (الحارثي وأمل الرافدي ) وعبد الغفار الصائغ (ابو ذر وزياد وسهيل وربيع ) ،وعبد القهار الكبيسي ( الشاعر العربي المجهول وابن البادية وبركان ) وغربي الحاج احمد ( اسامة وعربي ) وفاضل الشكرة (دنيا صابر والانسة اسمهان ) ومحمود الجلبي ( قتيبة وحقوقي ) ومتي سرسم (م ) ومحمد وجدي الشربتي (م. ش ) ومنير الخيرو (آدمي مستور ) وسعاد عبد الوهاب الشيخ (وداد ) وبشرى محمد نذير الغلامي (عوالي ) وسهيلة محمد فاضل الحسيني (غادة ) ومحمد طاهر السردار (سنحاريب وحرب ) ورمضان احمد البكر (رسام ) ومحمد نجيب احمد (المهدي والاستاذ رقيب ) وسامي أمين ( اسامة الثاني ) وشاذل طاقة (السندباد ) وادريس طه حسن (سامي بسام ) وعبد الجبار محمود الصيدلي (ابو نبيل ) وعبد الحميد حسين الطائي (فريحة قصاب ) وحسين علي الهورماني ( الانسة نسرين الهورماني ) .وهناك عشرات التواقيع المستعارة الاخرى لم يتسع المجال للبحث عنها كما ان هناك كنى واسماء مستعارة لم يتم التوصل الى اصحابها منها : ( خادم الفضيلة وشويعر ويحيى ومنى وتغلبي وبنت الحدباء وتأبط شرا وسرور وفتاة دجلة ) .

وقال الدكتور علي الوردي في كتابه :"لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث " أن الشاعر معروف الرصافي ، وكان يميل الى فكرة الجمهورية ويكره الحكم الملكي ، كان يكتب مقالات في جريدة "العراق " البغدادية في العشرينيات من القرن الفائت بتوقيع مستعار هو : (عراقي مفكر ) يدعو فيها الى مبدأ (العراق للعراقيين ) ، ويرد على الذين يدعون الى اختيار أمير شريفي للعراق .لكن الاستاذ عبد الرزاق الهلالي شكك في ذلك ، وتساءل كيف عرف الدكتور علي الوردي ذلك ، وانه لم يذكر المصدر الذي استند اليه في هذا الصدد ؟

كما قال الاستاذ عبد الرزاق الهلالي أن الدكتور علي الوردي اعتمد على ماذكره الاستاذ خيري العمري في كتابه "حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث " ، والذي اورد اسم الاستاذ معروف الرصافي عندما نشر مقالة على صفحات جريدة "العراق " ، في عددها الصادر يوم 7 ايار 1920 بتوقيع (رصافي ) ، وتصور ايضا انها بقلم الاستاذ معروف الرصافي .

وقد علق الاستاذ عبد الرزاق الهلالي بالقول :" وقد يكون الاستاذ خيري العمري معذورا في هذا التصور لو ان الاستاذ الرصافي سكت ولم يعلق على المقال ؛ فالرصافي كتب في 10 آيار 1920 انه ليس صاحب توقيع (رصافي ) ونفهم من هذا – يقول الهلالي ان (عراقي مفكر ) و(رصافي ) لم يكن الاستاذ معروف الرصافي فمن هو ياترى ؟ علما بأن الرصافي قال إنه لايكتب مقالاته إلا بإسمه الصريح : (معروف الرصافي ) .

وهذا النفي من الاستاذ الرصافي ، قد لايكون في حقيقته صحيحا وكثير مما كان يريد ان يقوله الرصافي وخاصة في الموقف من الملك فيصل الاول وأنجال الشريف حسين لايمكن ان يقوله بإسمه الصريح بل لابد ان يستخدم اسما أو أسماءا مستعارة . وعندما كتب شعرا انتقد فيه الملك فيصل الاول وقال انه يُعدد اياما ويقبض راتبا عرضه لغضب البلاط الملكي حتى ان الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق انتقد وزيرا عراقيا لأنه حضر جنازة الرصافي 1945 ومشى خلف جثمانه وقال له كيف تفعل ذلك وانت تعرف بأنه أي الرصافي عدونا ؟

وكان الباحث عبد الرزاق الحسني المؤرخ العراقي الكبير يكتب بعض مقالاته بتوقيع : (إبن اللبون ) ، وإبن اللبون هو الشاعر البحتري .اما الشيخ علي الشرقي فكان يوقع بالحرفين (ع.ش ) مقالاته التي يكتبها في جريدة "صدى الاسلام " التي كان يشرف على نشرها الجنرال نور الدين باشا قائد الجيش العثماني في العراق خلال الحرب العالمية الاولى .

وقد اشتهر الصحفي الساخر نوري ثابت بإسم حبزبوز وسمى جريدته كذلك .. كما استخدم اسماء أخرى منها ( خُجه خان ، وابن ثابت وابو ثابت ومعلوم حضرتك ) .اما ميخائيل تيسي ، فكان يوقع بعض مقالاته في جريدة "الرافدان " بـ ( كناس الشوارع ) و( أبو حمد ) .ولعل اول اسم مستعار استخدمه الصحفي والكاتب روفائيل بطي هو (محب السلام ) وكان ذلك في مجلة " النادي العلمي " الموصلية سنة 1919 .وفي جريدة الموصل نشر مقالاته بتوقيع (إبن الوطن ) .كما استخدم توقيعات اخرى منها : ( أ . خالد ) و(فتى العراق ) .

وفي بعض الصحف لاسيما في اواخر القرن التاسع عشر ، وبدايات القرن العشرين ، ظهرت مقالات موقعة بأسماء مستعارة من قبيل ( ابن الفراتين ) و(إبن ماء السماء ) و(ابن جلا ) و(ابن ذي الكنيتين ) و(ابن بابل ) لانعرف منهم . ويقول الاستاذ روفائيل بطي في كتابه :"صحافة العراق " : " ولاتسل عن الداعي الى هذا التنكر والتستر فأنت مدركه بالبداهة " وهنا يقصد الخوف من السلطة .

واستخدم الأب انستاس الكرملي في بعض مقالاته أسماءً مختلفة وصل عددها الى (39 ) اسما وكنية منها اسم (الناقد الفاضل ) في جريدة بغداد التي صدر عددها الاول في 6 اب 1908 .ومن الاسماء التي استخدمها ( ابن الخضرة ) و(ابو الخير ) و( فهر بن جابر الطائي ) .

أما الاستاذ محمود شكري الالوسي ؛ فكان يوقع بعض كتاباته بـ (ابو المعالي السلامي ) ، بينما كان محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الكبير يوقع مقالاته في بعض الصحف اللبنانية والمصرية بتوقيع (أبو فرات ) .وتخفى الصحفي لطفي بكر صدقي وراء اسم (إبليس ) ، وتخفى امين الهلالي وراء ( عبد الله أبا حي ).. وكان كامل الجادرجي السياسي المعروف وزعيم الحزب الوطني الديموقراطي يوقع بعض مقالاته بإسم ( عبد الله البصير ) . اما الشاعر محمود المعروف فكان يوقع ب(شاعر الخواتين ) .

ووقع الكاتب الاستاذ حيدر أسد ، مقالاته بتوقيع (ابو الحارث ) ..وتخفى الاستاذ جعفر الخليلي وراء اسماء وتوقيعات كثيرة منها (أ.س.خ) و(فراتي ) و(الهنداوي ) و(ناجي معتوق ) .ووقع الدكتور محمد جواد رضا الاديب والاكاديمي واستاذ التربية المقارنة ما كان يكتبه ب (دعبل ) .وممن استخدم أسماء وكنى مستعارة الصحفي سليم حسون صاحب جريدة" العالم العربي " البغدادية . ومن تلك الاسماء ٍ ( المنقب والمتفرج ) . وكان فاضل قاسم راجي يستخدم اسماء من قبيل ( دحو ، وقزموز ) واستخدم هاشم النعيمي إسم ( هاشم افندي )، وإستخدم ابراهيم وفي ، كنية (ابو علاء ) .واستخدم عبد الجبار محمود السامرائي اسم ( ع. ج. س ) .

وكان القيادي الشيوعي والاديب حسين الرضوي يتخفي وراء الاسم المستعار (سلام عادل ). وكان الدكتور أحمد سوسة يكتب ايضا تحت إسمي (ابن الفرات )و(ابن الطف ) .وكتب الاستاذ صالح مهدي الدباغ تحت اسم ( محمد العربي ) و( ابو صفوان ) .أما الاستاذ عبد الرحمن مجيد الربيعي فقد استخدم في بعض كتاباته اسم (المقداد ) .أما صبيح الغافقي فقد وقع بـ (صبيح الاورفلي ) . وكان عبود عبد المحسن شلاش قد استخدم اسمين هما : (عبد المعبود وإبن العراق ) . ولاننسى ان الصحفي الساخر صادق الازدي ، قد استخدم ألقاباً واسماء وكنى عديدة منها : (صحفي متقاعد وقرندل ) .ووقع حسن ال أبي ورد بـ (عراقي عريق ) .

كان صديقنا الصحفي ابراهيم القيسي ، وهو من المهتمين بالتراث العراقي يستخدم اسماء وكنى منها : ( المعلوم والمجهول ، وأبو تراث ) .واستخدم صلاح الدين ابراهيم كنية (أبو ميسون ) .

ومادمنا نسرد الاسماء والكنى المستعارة التي ذكرها الاستاذ مهدي حمودي الانصاري ايضا ما تخفى وراءه حافظ القباني وهو اسم (حق )، واستخدم باسم عبد الحميد حمودي اسم (الحارث ) ، ووقع حميد سعيد بحرف (ح ) ، وشاكر الجابري بـ (ابو جمال ) وكان الاستاذ رائد القصة العراقية الحديثة محمود احمد السيد يوقع احيانا بـ ( البغدادي ) ، ووقع مكي السيد جاسم بـ (الرصافي الصغير ) .في حين استخدم الشيخ جلال الحنفي لقبه (الحنفي ) ووقع الدكتور مكي عزيز بـ ( نذير ) .

ومن الاسماء المستعارة التي اشتهرت اكثر من الاسم الحقيقي (علوان أبو شرارة ) وهو الاسم الذي تخفى وراءه موسى الشابندر . وكذلك تخفى الدكتور الشاعر عبد الحسين زلزلة وراء اسم (صقر ) وكان الدكتور احمد سوسة يوقع بعض كتاباته بـ ( ابن الفرات وابن الطف ) ووقع مهدي حمودي الانصاري بـ ( م.ح . الانصاري ) .أما مصطفى الفكيكي ، فوقع بـ ( الشاعر المجهول ) ، ووقع جعفر مال الله بـ (بو خليل ) .

.أما الشيخ علي الشرقي فكان يوقع ب (عراقي ) و (فراتي ) و (ع.ش ) .وكان عبد الرحمن البناء يوقع باسم (طاحي ) ، في حين استخدم عبد الجبار الزهيري اسماء وكنى من قبيل ( فتى العدل وابو زاهرة ) ، ووقع عبد المهدي الفائق بـ ( بغدادي أصيل والسميدع وكاظمي ) . ووقع الدكتور مصطفى شريف العاني بـ (مشع ) واستخدم عبد الرزاق البارح اسم ( ابو السعود الزهيري ) .

ووقع الشاعر احمد الصافي النجفي بعض ما كان يكتبه بتوقيع (سيد أحمد نجفي ) و (نجفي ) . ووقع الشيخ محمد رضا الشبيبي بعض كتاباته بـ (سيار) و (النجفي ). ووقع توفيق الفكيكي بعض ما كان يكتبه بـ ( ابو أديب ) .وكتب الدكتور ابرهيم كبة باسم (أبو نسرين ) .وكان المخرج الاستاذ عمانوئيل رسام يكتب تحت اسم ( ع. ن. ر).ووقع الاستاذ عبد الهادي المختار بـ (واثق ) .ووقع الدكتور عبد الرزاق محيي الدين بعض مقالاته بـ (ع.ر.م ) .كما وقع عبد اللطيف حبيب بـ (ابو اسامة وايهاب ) ، ووقع عبد المسيح وزير بـ (طرن ) ، ووقع الدكتور اكرم فاضل بـ (تأبط خيرا و ضو أبيه ورقيع ) ، ووقع عدنان الراوي بـ ( لهيب وصقر ) ووقع الشاعر جميل صدقي الزهاوي بـ ( مستهل وابو العتاهية وابن رشيق وليلى ) ، ووقع كمال الجبوري (ابو السعود ) ، ووقع عبد المنعم الجادر بـ (عين ميم ) .

ووقف الاستاذ محمد النقدي وراء أسماء (م.ج) و(م. ن) و(متمرد ) و( م.ج. ن ) .وكان محمد الهاشمي يتخفى وراء اسم (سهيل ) .أما الاستاذ جعفر مال الله والذي أصدر وحقق كتبا منها كتاب (أصل الماسونية ) فكان يتخفى وراء اسمي (أبو خليل ) و( ابوصادق ) . وقد كتب الاستاذ عبد الهادي الفكيكي وراء اسم (الفكيكي الصغير ) .

وكانت كتابات السيدة آمنةحيدر الصدر تصدر بتوقيع (أم الولاء ) و(بنت الهدى ) و( أ. ح. أ ) .أما المؤرخ المعروف الاستاذ عبد المنعم الغلامي ، فقد نشر في الستينيات من القرن الفائت سلسلة من المقالات بإسمه المستعار (مؤرخ ) أو (أبو وائل ) . اما الصحفي الموصلي محي الدين ابو الخطاب فوقع بـ (فتى العراق ) ووقع يونس بحري بـ (السائح العراقي) .كما وقع أمين أحمد بـ(كاتب عربي معروف ) .

ومن الاسماء المستعارة التي استخدمها الدكتور مؤيد داود البصام اسم (ديب حماد ) .. وكان محمد رؤوف العطار يوقع بعض كتاباته بـ ( مسلم عراقي ) ووقع معمر حسين بـ (كاتب حربي معروف ) .

اما الصحفي رزوق غنام ، فكان يوقع بعض مقالاته بإسم ( ابن الراوندي ) ووقع عباس ترجمان بإسم ( ابو عادل ) .

ثمة معلومات غاية في الاهمية في كتاب يوسف أسعد داغر والموسوم :"معجم الاسماء المستعارة واصحابها ولاسيما في الادب العربي الحديث " والذي نشرته مكتبة لبنان – بيروت سنة 1982 .

وقد ارسل لي جعفر الزاملي رسالة يقول فيها _ بعد ان حدثته عن فكرة مقالي- بأن مجلة " التراث الشعبي " البغدادية التي صدرت في ربيع 1987 قد نشرت في أحد اعدادها قبل سنوات مقالا بعنوان :"الاسماء والتواقيع المستعارة في صحف بغداد " للباحث مهدي حمودي الانصاري وقد بحث عنه ، لكنه لم يجده ، فأرسلت رسالة الى الاستاذ أزهر العبيدي اطلب منه العدد، فصوره لي – مشكورا – وارسله لي فأفدتُ منه كثيرا .

وقد وجدته قد أشار الى ان عددا ممن لايذكرون اسماءهم الحقيقية يأتي احيانا بدافع التواضع ، ولكن قد يكون الاسم المستعار سبيلا لشهرة الكاتب اكثر مما يحققه الاسم الحقيقي .وقد اورد الكاتب اسماء وكنى استخدمها عدد كبير من الكتاب والشعراء والادباء ؛ فالاستاذ ابراهيم الخال كان يوقع احيانا باسم (احمد عبد القادر ) .ووقع عبد القادر البراك بأسماء منها (صحفي ، وابو علي القالي ) ، واستخدم مصطفى علي اسم (معمر العدواني ) ، واستخدم الشاعر سامي مهدي عدة اسماء مستعارة منها ( مروان عبد الله ) .اما عبد المهدي الفائق فقد وقع بـ (حاج فرج ) . وكان فهمي المدرس يستخدم اسماء وكنى عديدة منها : ( عراقي ، والحارث، والكاتب الكبير ، وحارس العراقي ) . واستخدم محسن حسين اسم (مومو ، وابو علاء ) .. كما استخدم عبد الغني الملاح اسم (مهذار ) .

وكان زهير احمد القيسي ، شأنه شأن الاب انستاس الكرملي في كثرة الاسماء التي استخدمها في الكتابة ، منها: ( قيس الزهيري وصادق محمد حسن وابو البهاء ومحمد طارق حسن وزأق وزاهد احمد وابو سلمى ) . أما زيد الفلاحي فاستخدم في بعض كتاباته اسم (زيد ) .

 

وقد اخبرني صديقي الباحث جواد عبد الكاظم انه كان ينشر تحت اسماء مستعارة منها ( مسيبي ) و(عراقي ) و( بابلي ) و(فراتي ) . كما اخبرني الاخ الاستاذ الدكتور عبد الوهاب العدواني انه في بواكير ما بدأ ينشر كان يستخدم اسم (عبدالوهاب محمد السيد) .

وللأسف هناك اسماء وكنى مستعارة لاتزال غير معروفة .كما ان هناك كتبا نشرت بأسماء مستعارة ، أو غفلا من الاسماء لانعرف من هم مؤلفيها ولماذا نشروا هذه الكتب بلا أسماء ولاتواقيع ، ونستطيع ان نورد قوائم بهذه الكتب والمؤلفات .

ويقينا أن وراء استخدام الاسماء المستعارة اسبابا كثيرة متداخلة احيانا منها الخوف من السلطة ، والخوف من ان تكون المادة المنشورة ضعيفة ، والخوف من النقد ، وان يكون للكاتب والشاعر اكثر من مادة في العدد الواحد من الجريدة أو المجلة فتنشر المادة الاولى باسمه وتنشر المادة الثانية باسم مستعار وقد تنشر غفلا من التوقيع . كما ان الموظف في العهد الملكي كان ممنوعا من الكتابة السياسية فيضطر الكاتب او الشاعر الى استخدام الاسم المستعار وهناك نسوة يتخفين وراء الاسم المستعارة فيقمن بتذييل ما يكتبن باسم مستعار بسبب القيود الاجتماعية . وقد يلجأ اصحاب الصحف والمجلات انفسهم الى اختيار تواقيع مستعارة لزيادة عدد الاسماء التي تكتب في الصحيفة او المجلة ، وقد يكون الكاتب في موقع حساس كأن يكون في الشرطة او الامن او المخابرات او الاستخبارات العسكرية فيلجأ الى الاسم المستعار .

وثمة سبب آخر هو ان اسماء البعض قد تبدو غير محببة او ثقيلة على السمع لذلك ؛ فالكاتب يغير احيانا اسمه الحقيقي ويظهر باسم مستعار آخر ، ولدينا عبر تاريخنا العربي الاسلامي وحتى العالمي شخصيات اشتهرت بأسماءها المستعارة اكثر مما اشتهرت بأسمائها الحقيقية ، ومنها الفرزدق ودعبل الخزاعي والحطيئة وسيبويه والسري الرفاه وديك الجن وغيرهم كثير .

ولابد ايضا ان نشير الى ان الاحزاب السياسية والتنظيمات الاخرى في العراق قد اعتادت ان تستخدم ما تسميه : (الاسماء الحركية) التي يتخفى وراءها القادة الحزبيون ، وهذا متعارف عليه في الاحزاب السرية خاصة خوفا من ملاحقة السلطة ، ولضمان أمن هؤلاء القادة ، وهذا ليس جديدا وخاصا بالاحزاب والتنظيمات العراقية ، وانما هو شائع في العالم كله .

كما ان كثيرا من الكتاب ، والباحثين ، وممثلي السينما ، والمغنين وغيرهم يستخدمون أسماءً غير أسمائهم الحقيقية كأسماء شهرة .. والامثلة على ذلك كثيرة . كما ان مما كان يميز مجلة "الف باء " البغدادية وجود (عزوز ) الذي كان يجيب عن اسئلة القراء اجابات مختصرة ، وفيها نوع من الفكاهة والطرافة وبتوقيع " عزيزي عزوز " . وممن تخفى وراء عزوز صحفيون كبارا منهم الكاتب الصحفي حسن العاني .

واليوم بتنا نعاني من حقيقة الاسماء المستعارة في صفحات فيسبوك ، والمدونات ، والمواقع الالكترونية، فقد يتخفى ولد وراء اسم بنت أو قد تتخفى بنت وراء اسم ولد ، ومشكلة هذه الاسماء ان من يحملها لايتورع من ان يؤذي المستخدمين بالكلمات البذيئة، واحيانا النقد اللاذع ، وحتى السب والشتم لذلك لابد من التحري عن من يتخفى وراء هذه الاسماء قبل الموافقة على قبول الصداقة .

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.