العدد (156) - تشرين الاول- 2022

حديث في الليبرالية والديمقراطية (فوكوياما – دايموند – كيمليكا – كوهين الماغور)


 اختيار ترجمة عبد النور خراقي
 بغداد - دار المأمون للترجمة والنشر -2022
 104 صفحة


تأتي فكرة إعداد هذا الكتاب من احتكاكي الدائم بالفكر الليبرالي الغربي بصورة عامة، وبعلماء السياسة الليبراليين، ومنظريها بصورة خاصة مثل «لاري دايموند» Larry iamond، وفرانسيس فوکویاما Francis Fukuyama، و ویل کیملیکا Will Kymlicka و“رافيل كوهين آلماغور“ R. Cohen - Aimagor. ولهذا انتقيت نصوصا مفيدة في ميدان الليبرالية والديمقراطية بعناية فائقة، كتبوها ضمن سياقات معينة، والهدف من كل هذا أن يتعرف القارئ كيف يعمل النهج الليبرالي داخل البلد الذي أنتجه؟، وكيف تتمثله البلدان التي استوردته ؟
أما النص الأول، فيتعلق بفصل من فصول كتاب روح الديمقراطية : الكفاح لأجل بناء مجتمعات خرة من تأليف الاري دايموند»، يحمل عنوان: «القيمة الكونية»؛ إذ يعالج فيه قضية الديمقراطية بوصفها مفهوما كونيا، يمكن أن تتمثله كل الشعوب، ومن ثم فإن فكرة «لاري دايموند» تقوم على حقيقة أن الديمقراطية قابلة للحياة في كل مجتمعات العالم من دون تمييز، ولا تقتصر فقط على الدول الغربية، على الرغم من كل المعوقات التي تعترض سبيلها؛ فمنسوب الوعي الذي يتمتع به مجتمع ما، والمستوى المعيشي الذي وصل إليه كفيلان بتحديد إمكانية احتضانه للديمقراطية، وما الصين إلا أنموذج يمكن إدراجه بضمن هذا السياق .
ويبين الكاتب أن الانتخابات الحرة والنزيهة هي السبيل الأمثل لاختيار الحكومات وتقويم أدائها السياسي والاجتماعي وغيرهما؛ وإذ يقر بصعوبة ترسيخ الديمقراطية في العالم النامي، إلا أنه لا يفقد الأمل في بلوغ هذا المسعى على وفق أن المعطيات الميدانية تؤكد هذا التوجه الطبيعي للشعوب وتدحض الادعاءات المغرضة التي لا تستند إلى علم، متهمة المجتمعات الآسيوية والمجتمعات الإسلامية بتعارض قيمها وقيم الديمقراطية.
ولكنه يوضح أيضا فكرة في غاية الأهمية، مؤداها أن النظام الديمقراطي لا يبلغ منتهى كاله بمجرد الإعلان عن كونه نظاما ديمقراطيا ليبراليا؛ بل هو في مراجعة ذاتية دائمة. يقول «لاري دايموند» في هذا الصدد: «إذا دعونا نظاما سياسيا بكونه ديمقراطيا، فهذا لا يعني
أنه نظام جيد أو جدير بالإعجاب، أو أنه لا يحتاج منا بالغ اهتمام لتحسينه أكثر.
أما النص الثاني فهو مقال نشر في مجلة «الاهتمام الأمريكـي The American Interest لـ "فرانسيس فوكوياما“، يميط اللثام عن الفساد الذي أخذ ينخر جسد المؤسسات السياسية الأمريكية، الذي بالأساس إلى "تعاظم مجموعة الضغط على الحكومة، وتعاظم نفوذ القوى الضاغطة التي شوهت العمليات الديمقراطية وحطمت قدرة الحكومة على العمل لفاعلية.
وقد قسم الكتاب الى ثلاثة فصول هي :
الفصل الاول : القيمة الكونية .
الفصل الثاني : الروابط التي كانت تجمع الشمل تأكل المؤسسات السياسية الامريكية .
الفصل الثالث : الديمقراطية والتعددية الثقافية .
 

 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006