العدد (149) - كانون الاول - 2020

الموقف التركي من تحركات الربيع العربي


أ.د. حسن علي سبتي الفتلاوي
بغداد – دار الحداثة للطباعة والنشر - 2022
121 صفحة

 


أدى موقع تركيا الجيوبولتيكي دورا مهما في علاقات تركيا الدولية لاسيما الاقليمية منها ،إذ أسهم وقوع تركيا على ممرات مائية مهمة تتصل بالحدود الدولية لدول كبرى كروسيا ، مثل بحر البلطيق والممرات المائية المؤدية البحر المتوسط اضافت لها في القرن السادس عشر الخليج العربي والممرات المتصلة به لتسيطر على مرات دولية مهمة ،ولاسيما بالنسبة
للدول الكبرى.
شملت تلك المناطق الدول الممتدة بين روسيا ووسط اوربا المحاذية لسواحل البحر المتوسط وبحر ايجة والبحر الأسود ، عزز دورها الطرق البرية التي تسيطر على التجارة الدولية لمواصلات البخور والحرير.
يتصل بما سبق طبيعة البناء الاقتصادي والاجتماعي الداعم او المعطل لتطلعاتها وقدراتها على اداء دور سياسي حاسم ومؤثر في العلاقات الدولية .
بدأ الدور التركي تصاعديا بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي مستغلا انهيار الدولة العباسية لوراثة ارثها السياسي والحرفي في الشرق الاسلامي ثم التوسع في اوربا الشرقية والوسطى، مستغلة تفوقها العسكري باستخدام سلاح المدفعية مع استغلال تفكك العلاقات
السياسية وسط اوربا للقيام بتحالفات موالية، استطاعت ان تفرض سيطرتها على مناطق واسعة من أوربا الشرقية وصولا الى الوسطي وحدود فيينا التي فشل العثمانيون في اقتحامها بعد حصارها عام 1508م نتيجة توحد الاوربيين ضد العثمانيين تحت ضغط ثلاثة عوامل ، تمثل الاول بتصاعد الحس الديني بعد ظهور بوادر حركة الاصلاح الديني، بينما تمثل
الثاني بتصاعد روح التحدي الاوربي بعد بدء حركة الاستكشافات الجغرافية . فيما تمثل الثالث بتهديد تخوم الامبراطورية العثمانية من الجنوب بعد ظهور لدولة الصفوي في بداية القرن السادس عشر .

 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006