العدد (156) - تشرين الاول- 2022      

 

   صراع التأويلات ) دراسة هيرمينوطيقية (
             
بول ريكور

ترجمة منذر عياشي

بيروت – دار الكتاب الجديد - 2021
571 صفحة

 


عنوان هذا الكتاب يختصر كل محتواه وكل أهميته في المسار الفلسفي في الستينات من القرن العشرين. فمؤلفه بول ريكور كان يعلم في تلك الفترة في السوربون وفي شيكاغو ويلقي المحاضرات في العديد من الجامعات في العالم، وكان قد جاء أولاً من منهجية الفينومينولوجيا (الظاهراتية) التي كان قد تبناها مع الوجوديين الفرنسيين وعلى رأسهم جان بول سارتر. وهذه المنهجية تقوم على فكرة أساسية هي أن الذات الفاعلية شفافة يستطيع الوعي أن يسبر غور معناها ، وأن الحدس طريق آمن للمعرفة التي كان الكوجيتو الديكارتي قد رسمها منذ
تماماً القرن السابع عشر .

غير أن كل شيء تغير مع الستينات وبدأت المنهجيات الجديدة المنكرة لأي دور للكوجيتو وللذات تغزو كل الفضاء الثقافي الأوروبي وكانت على رأسها البنيوية التي جاءت من ألسنية سوسور ثم من أنتربولوجيا ليفي -ستروس، تؤكد على التنظيم وعلى النسق وأن المهم هو تمازج العناصر حسب بعض مبادىء البنية، وبالتالي فإن الأهمية ليست للكلمة في حد ذاتها ولكن للاختلافات والتعارضات التي تقيمها مع الكلمات الأخرى. ليس للذات الفاعلة هنا من دور تقوم به والمهم ليس وجهة النظر التاريخية والتطور ولكن المهم هو وجهة النظر الانية ووجهة نظر التعاصر.

يرى بول ريكور ان دارستة  تمثلت ، هذه المرة، في السير الحر للأسئلة المحرجة، التي تقف عند حدود التفكير والحياة المقترحة عليه. وكان هنا لقائه الشخصي الثاني في مملكة الأفكار. ولقد تدرب في السنة نفسها على الأعمال التي نشرها هوسرل، الذي يعد المؤسس لتيار الظاهراتية، كما اطلع على همه في الوصف السليم والدقيق للظواهر المادية. ويشكل هذا التأثير جزءاً من أعماق اعتقاده الدائم. ويمكن أن يضاف إلى هذا، في الوقت الذي كان فيه سجيناً
في ألمانيا بوصفه أسير حرب، تأثير كارل جاسبيرس الذي نجد توجهه الفلسفي مودعا في عمله الكبير المعنون فلسفة. ولقد وجدت نفسه هكذا، مع خروج الحرب العالمية الثانية، معدا من أجل أداء مهنة وعمل شخصي، وذلك تحت توجيه ثلاثة أوصياء هم: غابريل مارسيل، وكارل جاسبيرس، وهوسرل.
تكون الكتاب من ستة نقاط هي

1-    الوجود والهيرمينوطيقا.

2-    الهيرمينوطيقا والبنوية.

3-    الهيرمينوطيقا والتحليل النفسي.

4-    الهيرمينوطيقا والظاهراتية.

5-    رمزية الشر المؤول.

الدين والايمان.

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006