آراء النخبة الثقافية بالحملة
تأييد ثقافة المحبة والسلام دعمٌ لرسالة إنسانية نبيلة
مؤسسة ابن البواب للفنون الإسلامية / بغداد

لا شك أن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، ولا خيار له في عيش
حياة العزلة والانفراد. وقد أظهرت النقوش والآثار التي خلفتها
الحضارات القديمة هذه الحقيقة. ومن هنا أصبحت
العلاقة التعايشية والترابط الإيجابي على المستويات
الفردية والأسرية والمجتمعية، وصولاً إلى المستوى الأكبر وهو
المستوى الدولي، قائمةً على أطر وأهداف إنسانية، وإن حملت
أحياناً في مضمونها دافعاً ريعياً أو ربحياً..
ومع ذلك تبقى هذه الصلات في أصلها علاقات محبة، نابعة من حب الخير
والمنفعة المتبادلة، والسعي إلى الاستفادة المشتركة للوصول إلى
أعلى درجات الرقي والاستقرار. ويأتي نتاج
هذه السلوكيات التكافلية ليمنح الصورة الأوسع لهذا الأمر،
وهو السلام؛ الأمل المنشود والحلم الكبير الذي يسعى إليه العالم
أجمع.
فمهما بلغ هذا العالم المتضارب من ذروة التطور والتقنية والمعرفة،
فلا بد له من مرفأ يرسو عليه، وهذا المرفأ الآمن هو السلام. وإن
فقد العالم هذا السلام، فاقرأ على الدنيا السلام.
ولأهمية ذلك، نقول إن إطلاق حملة "ثقافة المحبة والسلام "من قبل
دار الكتب والوثائق بالتعاون مع مجلة سماء الأمير يمثل مبادرة
رائدة وضرورية في زمن تتزايد فيه التحديات
والضغوط على المجتمع العراقي. فالمحبة والسلام ليسا مجرد
شعارات مثالية، بل هما الأساس الذي يضمن استقرار الأوطان ورخاء
الشعوب.
تأتي أهمية هذه الحملة لمخاطبتها المجتمع العراقي على أرض الواقع،
بما يحمله من تنوع ثقافي وديني وقومي، وتعمل على تعزيز قيم التعايش
والتضامن والوحدة بين مكوناته
المختلفة. كما أنها تمتد إلى العالم الافتراضي حيث تتسع
دوائر التأثير والتفاعل اليومي، لتؤكد أن فضاءات التواصل الاجتماعي
يمكن أن تكون منصات بنّاءة لتعميق ثقافة الحوار
والاحترام المتبادل، بدلاً من أن تكون ساحات للانقسام
والتناحر بين الناس.
إن دعم هذه الحملة يمثل دعماً لرسالة إنسانية نبيلة تسعى إلى إشاعة
روح المحبة، وترسيخ قيم السلام، وبناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً،
قادر على مواجهة تحديات الحاضر وصنع مستقبل أفضل.
|